The social Delima مراجعة المعضلة الإجتماعية
فيلم وثائقي بأسلوب درامي استقصائي
يتمحور الفيلم بشكل أساسي حول تأثير مواقع التواصل الإجتماعي على المستخدمين وعلى حياتهم بشكل كامل وعلى التغييرات التي تبثها مواقع التواصل الاجتماعي في السلوك وطرق تلقينا للمعلومة, بالرغم ما منحته مواقع التواصل الإجتماعي من إيجابيات إلا أن هناك جانب مظلم لهذه المواقع ويجب على كل مستخدم أن يعي هذه المخاطر
يبدو أن القائمين على مواقع التواصل الإجتماعي لا يصب تركيزهم على تقديم الخدمة للمستخدم بل ينصب التركيز على استخدام المستخدم كمنتج من أجل زيادة الأرباح
وبطلنا في الفيلم هو "تريستان هاريس" وهو مصمم أخلاقيات سابق لدى "قوقل"
حيث يطالب تريستان من صانعي التكنولوجيا أن يضيفوا "أخلاقيات التصميم" إلى منتجاتهم , وبدأت معه المشكلة منذ إحساسه بإدمانه على بريده الإلكتروني وأن لا أحد من فريق عمله يعمل على جعله أقل إدمانا. قرر تريستان تقديم عرض تقديمي كدعوة لإاتخاذ إجراءات حيث ذكر أنه لم يحدث ولا مرة في التاريخ أن 50 مصمما تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 35 عاما من ذوي البشرة البيضاء في كاليفورنيا قد اتخذوا قرارات تؤثر على ملياري شخص, حيث سيحظى 2 مليار شخص بأفكار ماكانوا ليفكروا فيها لأن مصمما لدى قوقل قال "هكذا تعمل الإشعارات"
قام تريستان بمشاركة العرض التقديمي لزملائه في قوقل و لا قى هذا العرض تأييدا كبيرا واتفاق وجدل و تم إعلام لاري بيج بشأن المشكلة التي عرضها ترستان هي أن مواقع التواصل الإجتماعي تدمر حياتنا وعليه تأتي مسؤولية أخلاقية لقوقل لحل هذه المشكلةولكن لاشيء, لم يستجب أحدا, لماذا؟
يبدو أن الشركات الضخمة مثل قوقل وفيسبوك تعتمد على المستخدم لجني الأرباح وبالتالي تسليط الضوء على هذه المخاطر هو كنوع من الإزعاج عن التركيز في أهداف هذه الشركات حيث أن قوقل وفيس بوك ليسا مجرد محرك بحث وموقع تواصل , هما يتنافسان على نيل انتباه المستخدم وكذلك الحال مع بقية مواقع التواصل الاجتماعي ويبدو أن نموذج العمل لدى هذه الشركات هي إبقاء الناس على مواقعها لأكبر قدر ممكن من الوقت.
كم نستطيع أن نجذب انتباهكم؟و كم من حياتنا سنمنح هذه المواقع ؟
يذكر روجر ماكنمي أن الصناعة في "سيلكون فالي" في أول 50 سنة بدأت ببساطة ببيع المنتجات الحاسوب وبرامجه وغيره واليوم أصبح الحال منذ آخر 10 سنوات أنها تقوم ببيع مستخدميها ويذكر "جستن روزينستن" وهو المؤسس لتطبيق "ASana" أن معرفة كيف تعمل هذه الشركات سيسهل علينا توضيح الصورة , يذكر أن هناك الكثير من الخدمات على الإنترنت التي نظنها مجانية, لكنها ليست مجانية ويدفع لها المعلنون, لماذا يدفع لها المعلنون؟ يدفع لها المعلنون مقابل عرضها لنا, المستخدم هو المنتج, أنت المنتج, فالاهتمام ينصب على المنتج الذي يباع للمعلن.
"التغيير البسيط والغير محسوس, في سلوككم وإدراككم هو المنتج".
كل شيء يُفعل على الانترنت هو مشاهد ومراقب ويقاس كل اجراء يتخذ مسجل بدقه, فالصورة التي تقف عليها ومدى رؤيتكم لها, جميع النقرات والفيديوهات التي شاهدناها وكل الاعجابات يعاد استخدامها لبناء نموذج دقيق جدا حول المستخدم وبالتالي يتم التنبؤ بكل ما يحتاجه المستخدم ويريده التنبؤ بما سيحفز المشاعر وأي الفيديوهات التي ستبقي المستخدم على جهازه
بعض التقنيات المستخدمة للسيطرة على المستخدم ودفعه لإدمان على هذه المواقع:
التقنية الاقناعية: كيف يمكن استخدام كل مانعرفه عن سيكولوجية مايقنع الناس وتحويله إلى تكنولوجيا؟
تكنولوجيا الإقناع هي عبارة عن نوع من التصميم المطبق عن عمد إلى أقصى حد حيث يقوم على تعديل سلوك أشخاص, والمطلوب أنهم يبقون على هواتفهم وتغيير عاداتهم.
التعزيز المتقطع الإيجابي: ففي كل مره تسحب الشاشه لإعادة التحميل سيكون هناك شيئا جديدا وهو ببساطة زرع عادة غير واعية, مثال عليها الإشارة إلى الأشخاص في الصور, يصلكم على الايميل إشعار بأن شخصا أشار إليكم في صورة بالطبع سننقر على الاشعار لنرى الصورة وهو ليس بالشيء الذي سنتجاهله هكذا, والسؤال لماذا لا توجد الصورة ببساطة مرفقه بذلك الإشعار؟ سمة إنسانية يتم استغلالها, وهذه تقنية تصميم وليست مصادفة.
"النمو السريع": فريق من المهندسين وظيفتهم اختراق سيكولوجية الناس حتى يحصلوا على نمو أكبر , عدد أكبر من الاشتراكات ومن المستخدمين الجدد ودعوة المزيد من الناس وهذه كانت وظيفة تشاماث باليهابيتيا نائب رئيس قسم النمو السابق في فيسبوك , وهو رائد في مجال النمو وتكتيكات النمو التي تستخدمها فيسبوك لزيادة عدد مستخدميها أحد التكنيكات تقوم على إجراء التجارب الصغيرة على المستخدمين بشكل مستمر ومع الوقت بكثرة إجراء هذه التجارب يقومون بتطوير أفضل طريقة ليجعلون المستخدمين يفعلون مايريدون.
ومن هذه التجارب ما أطلقته فيسبوك " تجارب العدوى واسعة النطاق" كيف يتم استخدام إشارات مبطنة في صفحات فيسبوك للتأثير على المستخدم بشكل غير محسوس وعن جهل منه لزيادة التصويت في الانتخابات على سبيل المثال أو التأثير على أي حركة أخرى.
والآن يبدو أن كثير من حالات الإكتئاب وحالات الانتحار ومعدلات زيادة القلق, والكثير من التحريض الذي نراه في بعض الدول والانقلابات الغير مبررة والجرائم التي لا نعلم كيف نشبت فجأة كان ورائها مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها الخفي والغير محسوس والغير مدرك وبيع الوهم والكذب والأخبار الزائفة.
والخلاصة أننا تحولنا من بيئة تكنولوجية قائمة على الأدوات التي نستخدمها إلى بيئة تكنولوجية قائمة على الإدمان والتلاعب ومواقع التواصل الاجتماعي ليست أداة تنتظر المستخدم ليستفيد منها بل لها أهدافها الخاصة ووسائلها الخاصة لتحقيق اهدافها باستغلال سيكولوجية المستخدم ضده.
مالحل؟
الحل هو الوعي أولا بمخاطر هذه المواقع البعيدة المدى والسريعة في نفس الوقت.
ثانيا: اتباع خطوات بديهية بسيطة:
- إزالة أغلب مواقع التواصل الاجتماعي والأخبار التي تضيع من وقتك.
- إغلاق الإشعارات وإغلاق أي برنامج يأتي بإشعار معلومة ليست في الوقت المناسب ولا تهمني في الوقت الحالي.
-لا تقبلوا التوصيات على اليوتيوب بل اختاروا ماتريديدون دوما, تلك طريقة قتال أخرى.
- لا تستعمل قوقل بل استعمل متصفح يحافظ على خصوصيتك بشكل أكبر مثل متصفح Qwant كوانت لأنه لا يحفظ سجلات البحث.
- قبل أن تشاركوا الأخبار, تحققوا من الحقائق وفكروا في المصادر وابحثوا أكثر واذا شعرتم أن شيئا قد صمم لتحفيز مشاعركم فهو غالبا كذلك.
- احرصوا على حصولكم على أنواع عديدة مختلفة من المعلومات في حياتكم, باختلاف وجهات النظر.
إرسال تعليق